أفكار من خارج الصندوق للنهوض بالاقتصاد

الدكتور بسام الزعبي

المستثمرون الكبار حول العالم لا ينظروا للأنظمة والقوانين ونصوصها وتعديلاتها وتفاصيلها، بقدر ما ينظروا لسهولة ويسر بيئة العمل الفعلية في البلاد التي سيستثمروا فيها، وللنتيجة النهائية لاستثماراتهم ربحاً وخسارة، مع الأخذ بعين الاعتبار على أن كبار المستثمرين يسعون للحصول على امتيازات نوعية، وفق اتفاقيات ثنائية خاصة يحصلوا من خلالها على مزايا وحوافز وتسهيلات تساهم في ضمان نجاح مشاريعهم، وتعزيز فرص الربح المادي التي يرافقها الأمن والاستقرار في بلد الاستثمار.

رؤية التحديث الاقتصادي تستهدف جذب استثمارات بعشرات المليارات خلال الفترة 2022-2033، وهي تعول على قطاعات رئيسية لتحقيق ذلك؛ حيث توضح الرؤية أن إجمالي رأس المال المطلوب في القطاعات المستهدفة يتجاوز 20 مليار دينار، بهدف توفير مليون فرصة عمل خلال نفس الفترة.

هذه المعطيات والأرقام تعني أننا بحاجة لوضع أفكار ورؤى استثمارية من خارج الصندوق؛ تحفز المستثمرين وتلفت أنظارهم بقوة نحو الأردن، وبالتالي لن تكون الأفكار التقليدية مجدية، وهنا من المفيد أن نطرح بعض الأفكار التي من شأنها جذب المستثمرين الكبار بشهية أكبر:

  • طرح فكرة إقامة المدن الصناعية العملاقة بالشراكة مع المستثمرين، فلماذا لا نطرح عطاءً عالمياً لإقامة منطقة صناعية كبرى أو أكثر، وفي مجالات مختلفة، بحيث تقدم مساحات من أراضي الخزينة (مجاناً) للمستثمرين، مع تسهيلات خاصة لفترة محددة، مقابل ضمانات بتطوير المستثمرين لتلك المدينة واستقطاب مستثمرين من حول العالم لإقامة مصانعهم فيها، وبالتالي نحقق عدة نتائج إيجابية في وقت واحد، ومنها زيادة الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة الصادرات، وتشغيل الأيدي العاملة، وتحقيق التنمية الشاملة في المناطق التي تقام فيها تلك المدن.. وغيرها من المكاسب.
  • الاهتمام بنشر فكرة الزراعة المائية، واستقطاب شركات عالمية متخصصة في هذا المجال لإقامة مشاريع عملاقة، فلدينا ملايين الدونمات من الأراضي القابلة للزراعة التي يمكن أن تقدمها الخزينة ضمن شروط خاصة لفترات زمنية محددة، وهذا النوع من الزراعة يوفر في استهلاك المياه التي نعاني من شحها لدينا، وبالتالي نحقق اكتفاءً ذاتياً من المواد الغذائية، ونحيي أراضينا وقرانا، ونعزز التنمية المستدامة من خلال مشاريع زراعية نوعية.
  • التركيز على إقامة مناطق خاصة للصناعات التكنولوجية المتقدمة، فالعالم أصبح يدار الكترونياً، وحياتنا أصبحت تحكمها الأجهزة ذاتية الحركة والخدمة، والتسارع والتطور في مجال التكنولوجيا لا يستطيع أن يجاريه أحد، ومن هنا تنبع الفرصة لتوجيه طاقات شبابنا الأردني نحو صناعات وخدمات نوعية متقدمة في مجالات التكنولوجيا المختلفة، والأمثلة على تحقيق الشباب الأردن إنجازات كثيرة وكبيرة في هذا المجال داخلياً وخارجياً.
  • الاهتمام بالاستثمار في التوجهات العالمية الجديدة في مجالات الاقتصاد الأخضر المختلفة مثل؛ إنتاج الهيدروجين الأخضر، ومشاريع إعادة التدوير، ومشاريع تعزيز الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة للحد من فاتورة الوقود الأحفوري، وغيرها من التوجهات الحديثة في هذا القطاع.

ما زال لدينا الوقت لتقدم الأردن للعالم برؤية حديثة منفتحة متقدمة على الجميع، وما زال الشباب الأردنيون قادرون على الإبداع، ولديهم القدرة على إثبات أنفسهم إذا ما اتيحيت لهم الفرص.. وسيبقى الأردن والأردنيين دائماً يستحقون الأفضل.       

18-آب-2022 15:16 م

نبذة عن الكاتب